أعمال

استراتيجية حل المشكلات ما هي وكيفية اكتسابها؟

استراتيجية حل المشكلات

تعد المشاكل جزء من حياتنا اليومية سواء كانت في الدراسة أو العمل، سواء كنت متدربًا أو مدير لشركة كبيرة أو دكتور جامعي، وهنا نبدأ بالبحث عن استراتيجية حل المشكلات، فليس كل المشكلات يمكن أن تحل بأسلوب واحد.

حيث يجب أولًا تحديد المشكلة واتخاذ القرارات الملامة لحلها، كما يجب تحديد أهداف الاستراتيجية المستخدمة، حتى تصل إلى الحل الأنسب للمشكلة.

وفي هذا الإطار سنستعرض معكم في المقال التالي أبرز المعلومات حول استراتيجي حل المشكلة بداية من تعريفها، وحتى طريقة استخدامها.

استراتيجية حل المشكلات

إنّ الاستراتيجية هي الطريقة المُتبعة لحل مُشكلة ما، أو اتباع خطة معينة، وتعتمد الاستراتيجية على عدة عوامل ومجموعة خطوات منضبطة ومنظمة وفق قواعد محددة.

واستراتيجية حل المشكلة هي الطريقة المتبعة لحل مشكلة ما من قِبل الكثير من الأشخاص، وتجاهل اتباع استراتيجيات حل المشكلات قد يؤدي للشخص بالدخول في متاهات كثيرة من الأزمات غير المنتهية.

ويمكن تلخيص تعريف استراتيجية حل المشكلة بأنها مجموعة من الخطوات المتتالية التي تتم للوصول إلى حل مشكلة ما، بالاعتماد على عدة قواعد وخبرات سابقة لمؤسسة ما أو شخص.

وهذه الخبرات قد تكون خاضعة لتجارب شخصية سابقة من الشخص نفسه أو تجارب خاضها المحيطين به، وبناءً عليها تم اتباع أسلوب جديد للتعلم والتعامل في إيجاد حلول لمشكلة ما.

وتجدر الإشارة إلى أن أسلوب المُتبع خلال استراتيجية حل المشكلة يمكن أن يكون فعل أو قرار أو سلوك ما، وذلك يتوقف على نوع المشكلة.

خطوات استراتيجية حل المشكلات

خطوات استراتيجية حل المشكلات

هناك منهج محدد بمكن الاستعانة به من أجل الوصول إلى استراتيجية حل مشكلة صحيحة تناسب نوع المشكلة المطروحة، ونستعرض معكم في السطور التالية الخطوات التي يجب اتباعها، أو المنهج المتبع للوصول إلى استراتيجية حل المشكلة:

تحديد المشكلة

إنّ تحديد المشكلة بشكل صحيح هي الخطوة الأولى التي من خلالها يمكن اتباع استراتيجية صحيحة وسليمة لحل المشكلة، وهنا يجب استغراق الوقت المناسب لتحديد المشكلة، حيث يقوم الفرد بالأبحاث اللازمة لاكتشاف الأسباب التي تكمن خلف المشكلة.

تحديد الأسباب الجذرية

بعد تحديد المشكلة يجب أن يبدأ بالتعرف على الأسباب التي نتجت عنها تلك المشكلة من جذورها، فعلى سبيل المثال يبدأ بطرح الأسئلة التالية:

  • ما وراء المشكلة؟
  • ما هو سبب المشكلة؟
  • هل المشكلة كَمية أم نَوعية؟

وهنا يبدأ الشخص بإيجاد الأسباب الجذرية للمشكلة، وليس فقط الأعراض الظاهرة للجميع، لذا يجب أن يقوم الشخص بالتحليل اللازم للنتائج.

البحث عن حلول متعددة

هنا يجب أن يبدأ الشخص في البحث عن حلول مختلفة وخارج الصندوق، وفي نفس الوقت تحل المشكلة من جذورها، ويجب أن يجد أكثر من حل، ليكون لديه أكثر من خطة بديلة، وفي هذا الأمر يجب أن تخضع كل الحلول إلى التحليل لاختبار مدى صحتها.

البحث عن الحل الأنسب

هنا يجب أن يقوم الشخص بوضع يده على الحل المناسب من بين الحلول التي وجدها، وذلك من خلال إجابته على الأسئلة التالية:

  • هل هذا الحل مجدي من الناحية التقنية؟
  • هل هو حل قابل للتطوير؟
  • هل يوجد موارد؟
  • ما هي المخاطر؟
  • هل يمكن إدارة المخاطر المحتملة؟
  • هل سيفيد هذا الحل أكبر عدد من الأشخاص؟
  • هل يُمكن قياس النتائج؟
  • كيف يمكن قياس النتائج إن كان يمكن قياسها؟

تخطيط الحل وتنفيذه

حل المشكلات

هنا يحتاج الفرد وقت كبير من التفكير، من خلال البحث عن خطة مُحكمة لتنفيذ الحل الذي تم وقوع الاختيار عليه، وهنا يجب التعرف على الأشخاص الذين يستطيعون تنفي الخطة، وما هي الطريقة الصحيحة التي سيتم استخدامها لتنفيذ الخطة، ومتى وكيف سيتم تنفيذ الخطة.

كما يجب فهم كيفية تحديد الحل الناجح ونتائجه، وهي الخطوة التي تقود الشخص إلى خطوة النهاية.

قياس مدى نجاح الحل

يبدأ قياس مدى نجاح الحل من خلال طرح الأسئلة التالية والإجابة عليها:

  • كيف يمكن قياس الحل مقابل الأهداف؟
  • هل حقق الحل الأهداف المرجوة؟
  • هل بقى الحل ضمن حدود الميزانية المتوفرة؟
  • هل تم العمل على أكمل وجه؟
  • هل يمكن رؤية النتائج، وقياسها؟

هنا يتم تقييم نجاح الحل الذي تم وقوع الاختيار عليه، ليظهر مدى نجاح الحل، حتى يحتاج الشخص إلى التأكد من احتياجه للرجوع إلى الخطوة الأولى والبدء من جديد مرة أخرى، أم سيتم إكمال الحل الحالي.

أنواع استراتيجيات حل المشكلات

أنواع استراتيجيات حل المشكلات

هناك أشكال للاستراتيجيات الصحيحة التي يجب اتباعها، حتى لا يتم حل المشكلات بطريقة عشوائية وغير منظمة ومعتمدة على الحظ، ولهذا سنعرض فيما يأتي أنواع الاستراتيجيات التي يمكن الاعتماد عليها لحل أي مشكلة:

استراتيجيّة المحاولة لحل المشكلة 

في هذا الاستراتيجية يتم اقتراح أكثر من حل للمشكلة، وبعد ذلك يجب البدء في اختيار الحل، فإذا لم يقابل الحل النجاح اللازم، فيجب المحاولة في الحلول الأخرى.

حتى يصل الشخص في النهاية إلى الحل المناسب الذي يُجدي نتائج إيجابية على المشكلة الموجودة، ويقوم بحلها جذريًا، وفي تلك الاستراتيجية يجب القيام بعدة خطوات تتلخص في:

  • محاولة البحث عن احتمالات حول المشكلة.
  • اختبار كل حل تم وقوع الاختيار عليه، للوصول إلى الحل المناسب للمشكلة المطروحة.
  • تجميع الحلول المناسبة جميعًا للاستفادة بأكبر قدر ممكن منها.
  • البدء في تخمين الحل المناسب من بين الحلول المطروحة.

استراتيجيّة التبسيط لحل المشكلة 

هنا في تلك الاستراتيجية يتم تحويل المشكلة من التعقيد المكثف إلى التبسيط من خلال تجزئة المشكلة ليسهل على صاحب المشكلة إيجاد الحل المناسب.

فكلما كانت المشكلة أبسط من خلال تجزئتها، كان من السهل الوصول إلى الحل المثالي بأسرع وقت وأسهل طريقة، فالتعقيد يزيد من احتمالية صعوبة حلها، وهنا يجب البدء في اتباع الخطوات التالي ذكرها:

  • التفكير الجيد في المشكلة.
  • حل الأجزاء السهلة من المشكلة.
  • حل الأجزاء الصعبة من المشكلة.
  • الوصول إلى الحل المناسب.

استراتيجيّة التفكير الإبداعي لحل المشكلة

هنا يجب التفكير بإبداع للوصول إلى الحل المناسب للمشكلة المطروحة، فتلك الاستراتيجية تعتمد على التفكير في جميع العناصر الموجودة بالمشكلة، وبدء العمل على حل كافة تلك العناصر بإبداع وابتكار، من خلال إيجاد حلول جديدة ومختلفة، والخطوات التي يجب اتباعها هي:

  • التفكير الجيد في جميع جوانب المشكلة.
  • التفكير في المشكلة من منظور أعمق وأشمل.
  • محاولة خلق طرق مختلفة ومبتكرة لحل المشكلة.
  • طرح الحلول المناسبة، واختيار الحل الملائم.

مهارة حل المشكلات

مهارة حل المشكلات

تُمكن مهارة حل المشكلة صاحبها من القدرة على فهم جوانب المشكلة بشكل صحيح وموضوعي، حيث يصبح الشخص مُتمكن من فهم أبعاد وأسباب المشكلة الحقيقة، وبالتالي يتمكن من إيجاد حل من الجذور، وذلك أيضًا ليتجنب تكرار تلك المشكلة مرة أخرى.

يُمكن أن تكون مهارة حل المشكلات لدى الفرد مهارة فطرية ومكتسبة في آن واحد، فيُمكن أن يكون الشخص متمكن من إيجاد حلول صحيحة للمشكلة بفطرته الطبيعية.

كما يُمكن أن يتدرب عليها شخص آخر ليتمكن من الوصول إلى الحلول الصحيحة للمشكلات والأزمات التي تواجهه في حياته الشخصية أو في حياته العملية.

وتتضح مهارة حل المشكلة لدى الشخص عبر حسن تصرف الفرد في مواجهته للمشكلات، وإيجاده للحلول بطريقة بسيطة وحكيمه في فترة وجيزة مقارنة بالأشخاص الآخرين.

ويُمكن أن نذكر بأن مهارة حل المشكلات من المهارات التي يمُكن أن يتوارثها أو يكتسبها الفرد عبر البيئة التي نشأ وعاش بها.

فعلى سبيل المثال؛ تواجد الشخص داخل بيئة العمل الداعمة، أو داخل مجموعة الأصدقاء إيجابين، أو داخل عائلة داعمة، يجعله شخص واثق من نفسه ويمتلك مهارات التفكير والنقد والتفكير في استراتيجية حل المشكلة.

أهمية مهارات حل المشكلات

إنّ مهارات حل المشكلة لها أهمية كبيرة وأبرزها أنها مطلوبة بشكل كبير في سوق العمل المحلي والعالمي، لأن امتلاك تلك المهارة يساعد صاحبها على التطور في عمله بشكل كبير.

لذا؛ تعتبر تلك المهارة من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل وتصل نسبتها إلى 86% مقارنة بأهمية تواجد المهارات الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى إلى أن مهارة حل المشكلات من المهارات الرئيسية التي يجب أن يمتلكها معظم الأشخاص المتقدمين إلى وظيفة جديدة.

وهي من المهارات الأولى التي يتم كتباتها في السيرة الذاتية، فبيئات العمل تحتاج إلى أشخاص لديهم استقلالية وقدرة على حل المشكلات التي تواجههم، لتوفير الوقت والجهد.

كما أن الفرد الذي يمتلك مهارة حل المشكلة داخل فريق العمل يُعامل بأنه الأفضل، ويتم إعطائه المزيد من المميزات والمزايا التي تُفضله عن فريقه.

وذلك لأنه يُفيد بيئة العمل والمؤسسة بشكل أكبر من غيره، لذا يجب على كل فرد أن يُصقل مهاراته في حل المشكلات.

كما تجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي يمتلك مهارة حل المشكلات يجنبه الوقوع في الأزمات والمشكلات الكبيرة خلال العمل، وبالتالي يُزيد من إنتاجية المؤسسة أو الشركة.

ما هي أنواع المشكلات؟

ما هي أنواع المشكلات؟

نتطرق إلى أنواع المشكلات بعد أن تم الحديث عن مهارة حل المشكلات، وأهميتها، فمعرفة نوع المشكلة يساعد في إيجاد طريقة حلها بشكل أسرع، فقبل التفكير في الحل يجب تحديد الأزمة أو المشكلة أولًا.

لذا؛ دعنا نتعرف على أنواع المشكلات التي ذكرها خبير التنمية الإدارية العالمي “ريتمان”، والتي تتلخص في:

  • مشكلات غير واضحة الأهداف والمعطيات والأسباب.
  • مشكلات تمتلك إجابة صحيحة، ولكن تنتقص إلى الإجراءات التي يمكن أن تنقلها من مشكلة إلى حل.
  • مشكلات يتضح فيها المعطيات والأهداف بشكل كامل.
  • مشكلات لديها أهداف واضحة، ولكن تفتقر لوضوع المعطيات.
  • مشكلات لديها معطيات واضحة، ولكن تفتكر لوضوح الأهداف.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه على الشخص أن يقوم بتحديد نوع المشكلة وطبيعتها قبل التفكير في إيجاد استراتيجية لحلها، حيث سيساعده ذلك في الوصول إلى الاستراتيجية الصحيحة بشكل أسرع، وأوضح.

خصائص حل المشكلات

هناك عدة خصائص يجب اتباعها للوصول إلى حل المشكلة:

  • يجب القيام بتجزئة المشكلة إلى فروع ومجموعات صغيرة، والعمل على حل كل مجموعة على حدى.
  • البحث باستمرار على حلول مختلفة.
  • عدم التوقف عند الحلو التقليدية للمشكلة.
  • على الفرد أن يتسم بالإيجابية عند اتخاذ قرار حل المشكلة.
  • الابتعاد عن التفكير السلبي حتى لا يتأثر الحل بالسلب.
  • الاهتمام بتنظيم الحل وتحري الدقة، وتجنب العشوائية.
  • دراسة كافة المعطيات والأهداف.
  • السير على خطوات منظمة للوصول إلى الحل المناسب.
  • اتباع الحيادية والموضوعية والتنظيم والدقة.
  • الاعتماد على الخبرات والتجارب السابقة في حل المشكلة، لتجنب التعرض إلى وضع أسوء.
  • عمل تقييم مبكر في كل خطوة من خطوات حل المشكلة، لتجنب الوقوع في أخطاء أخرى.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام سطور مقالتنا التي عرضنا من خلالها استراتيجية حل المشكلات، وخطوات إيجاد استراتيجيات لحل المشكلات.

كما تم عرض أنواع الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لحل المشكلات، وتمت الإشارة إلى مهارة حل المشكلات، وأهميتها، وأنواعها.

السابق
الفرق بين cv و resume ومتى يستخدم كُلًا منهما
التالي
كيفية تاسيس شركة في مصر والتكاليف المترتبة على ذلك